Letras

الحمد للإله سابغ النعم وخالق الإنسان من بعد العدم
فالحمد ثم الحمد ثم الحمد لك حمداً كثيراً طيباً يا رب لك
أعطيتنا خيراً كثيراً ربنا سترت عن كل الورى عيوبنا
ثم الصلاة بعد والتسليم على النبي المصطفى الكريم
وآله وصحبه الكرام السادة الأبرار والعظام
وبعد فاعلموا فخير ما طرى به لسان ناطق وما جرى
بنان كاتب بِه التوحيد لله رب الكون والتمجيد
وهذه أرجوزة قصيره في حجمها لكنها كبيره
في وصفها ولفظها والمعنى تشرح أسماء الإله الحسنى
أقول فيها بعد بسم الله وراجياً توفيقه إلهي
مستغفراً ربي من التقصير ومستمداً فضله الكبير
سبحان ربي سالم من الغير ولم يحط وهم به ولا فكر
أسماؤه الحسنى صفاته العلى في اللفظ و المعنى تعالى ذو العلى
الله ربنا هو المعبود حباً وتعظيماً هو المقصود
من الإله لفظه مُشتق سبحانه هو الإله الحق
والرب ذو التربية العظيمه لخلقه بالنّعم العميمه
السيّد العظيم وهو المالك للأرض والسما وما هنالك
رحمن فالرحمة وصف ذاته أما الرحيم الفعل من صفاته
وقيل رحمن جميع الخلق واسم الرحيم خص أهل الحق
حيٌّ حياة بالكمال فاضله لا العدم سابق ولا يعرض له
نقص ولا نوم ولا فناء لوجهه الدوام والبقاء
وقائم بذاته القَيّوم لكل كائناته مقيم
وأول لا شيء كان قبله السابق الأشيا فلا ابتدا له
وآخر لا شيء يبقى بعده له البقا بلا فناء وحده
وظاهر علا جميع خلقه لم يعل خلق أبداً من فوقه
وباطنٌ أدنى من الوريد بعلمه وحفظه العتيد
هو العزيز لا يرام جانبه من غالب الله فربي غالبه
وهو الحكيم كل أمر وضعه في الكون والشرع إلهي موضعه
الملكُ المَلِيكُ للأملاك في الأرض والسما وفي الأفلاك
سبحانه المالك في الحقيقه لكل ما تملكه الخليقه
وطاهر معنى اسمه القدوس من سوء ما يطر في النفوس
وهو السلام جل عن نقص وعيب المؤمن المأمون من ظلم وريب
ومؤمن مؤيد رسوله بالآي تصديقاً وإظهاراً له
مهيمنٌ يشهد فعل عبده يرقبه في خيره و ضده
جبارٌ العالي على الأكوان ويقهر الخلق عظيم الشان
وقيل في معناه من يجبر كسير قلب بالبلا يصبر
ويجزل العطاء والثواب بقدر ما نال من المصاب
مُتْكبرٌ جل على الخلائق له الوحيد هذا الوصف لائق
وكبره له رداء حاجب حيث العلو و الكمال واجب
الخالقُ الخلاّقُ فالتقدير للخلق إيجاداً له يصير
والبارئُ الموجد للخلائق من عدم بلا مثال سابق
مصورٌ يخلق ما براه جل على الشكل الذي يراه
ويطلق الخلق على التقدير كذا على الإيجاد والتصوير
وهو العليُّ الاعْلى المُتَعالِي سبحانه على العباد عالي
بذاته وقهره والشان علوه جاء بذي المعاني
وهو العظيمُ ربنا المبجل فكل تعظيم له مؤصل
من كبر والشأن واتساع كذا من التبجيل وارتفاع
مجيد الله فبالكمال أوصافه والخير في الفعال
والصَّمَدُ السيد والشريف يقصده القوي والضعيف
في حاجة يصمد كل الخلق له وقيل في معناه من لا جوف له
وهو الكبيرُ جل في علاه قدراً وذاتاً ما لنا إلا هو
وربنا الغفّارُ للذنوب وهو الغفورُ ساتر العيوب
هذا ومن أسمائه العفوُّ وهو كريم الصفح والمرجو
بمحوه الذنوب والمعاصي عن كل عبد مذنب وعاصي
وربنا ذو القوة القويُّ بفرض ما أراده حري
بقول كن يحصل ما يريد عن أمره المخلوق لا يحيد
القادر المقتدر القدير فكل ما قدره يصير
وكل شيء عنده يسير وما عليه ربنا عسير
وربنا السميعُ للأصوات جميعها في الجهر والإخفات
ثم السميع جل في علاه هو المجيب كل من دعاه
وربنا البصيرُ بالأشياء يرى جميعها على السواء
ما كان منها في النهار ساربا أو كان في جنح الظلام هاربا
ثم البصير وهو ذو البصيره بباطن الأشيا وذي يسيره
وهو العليمُ لا يزال عالما بخلقه يعلم ما كان وما
يكون من عباده يكتبه ولو صغيراً ربنا يحسبه
وعالمٌ للغيب والشهاده وما بصدر العبد من إراده
هو الحليمُ ربنا يؤجل عقوبة العبد فلا يعجل
كذا ولولا حلم ربنا بنا أهلكنا جميعنا بظلمنا
وهو الحميدُ ربنا المحمود بكل فضل سابغ يجود
ويمد الرب على كماله حيث له الجلال مع جماله
وهو الخبيرُ يعلم الخفي من باطن الأمور والجلي
وهو المتينُ بطشه شديد لا تعباً يخشى ولا يبيد
وهو الغنيُّ ربنا بذاته يحتاجه جميع مخلوقاته
توابٌ الله على العبيد يقبل توبهم بلا تحديد
يهديهم من فضله للتوبه فيغفر الذنب ويمحو الحوبه
هو الرقيبُ ربنا يشهد ما يصدره العباد من فعل وما
تكنه الصدور من خير وشر وهم بحفظ الله من كل ضرر
كذا الحفيظُ يعلم الأحوال فيجمع الأقوال و الأفعال
وحافظٌ جل لمن والاه بفضله من كيد من عاداه
شهيدٌ الله فلا يغيب في كل شأن حاضر رقيب
وهو اللطيفُ يعلم الخواف للمتقين ناصر وكاف
يرزقهم من حيث لم يحتسبوا أسباب رزق حيث لم يكتسبوا
الأحدُ الواحدُ لا شريك له معبودنا وربُّنا والملك له
بلا نظير أو مكاف أبدا له الكمال واحداً منفردا
والوِترُ معناه كما معنى الأحد ليس له صاحبة ولا ولد
وهو القريب ربُّنا ما أكرمه قرباً يعم خلقه ما أعظمه
قرب إحاطة وقرب قدره وخص حزبه بقرب نصره
هذا ومن أسمائه المجيبُ لكل داع ربُّنا يجيب
وهو الودودُ ربُّنا المحبوب قد ملئت من حبه القلوب
وقيل فيه من يحب عبده فيرزق القبول والموده
الشاكرُ الله هو الشكورُ بفضله تضاعف الأُجور
يعطي عطاء ربُّنا لا حد له على القليل وهو من وفق له
وهو الكريمُ الأكرمُ الإله يجود بالخير لمن دعاه
كريم ذات وكريم فعل فهو الشريف ربُّنا ذو الفضل
وهو الوليُّ ربُّنا والمَولى أمر جميع خلقه تول
ولاية شاملة قهريه تعني شؤون خلقه الكونيه
للمؤمنين عنده ولايه تخصهم بالنصر والعنايه
وربُّنا الحسيبُ وهو الكافي من كل شر ظاهر وخافي
وقيل في معناه من يحاسب من شاء بالأعمال والمكاسب
وفسر المُقِيتُ بالقدير وقيل من يقوم بالتدبير
وبالحفيظ بعضهم قد فسره وبالشهيد غيرهم قد قرره
وبالحسيب ثم من يقوت عباده والرزق لا يفوت
والقاهرُ القَهَّارُ من أسمائه فربنا العزيز في عليائه
يقهرنا يمضي علينا أمره فلم نجاوز حكمه وقهره
أما الرؤُوفُ فشديد المرحمه بعبده في كل أمر أحكمه
لربّنا الهادِي هدايتان هداية الإرشاد والتبيان
وهذه من الجميع حاصله من كل من دعا لحق واصله
أما عن التوفيق والتسديد فخاصة ليست إلى العبيد
السيّدُ الله تناهى سؤدده يملكنا جميعنا ونعبده
وأيضاً الشريف والعظيم سبحانه فملكه عميم
والحَكَمُ الله إليه حكمنا كوناً وشرعاً ربُّنا يحكمنا
فالكوني منه يقهر العبيد والشرعي منه فعله توحيد
أما النَّصيرُ ربنا فعهده بنصرنا وذاك حقاً وعده
إن نمض بالتوحيد قائمين وبشروط النصر آخذين
البَّرُ ربنا تعالى مجده الخير خيره والجد جده
فلا يزال بره متصلا وخيره على العباد نازلا
ومثله اسم ربِّنا الوهابْ يعطيهم الله بلا حساب
بل فضله وبره عميم لأنه الكريم والحليم
هذا ومن أسمائه الفتَّاحْ يفتح بالنصر لذي الفلاح
ويفتح الرزق على الجميع سواء العاصي أو المطيع
وربنا الرزّاقُ من أسمائه يقسم الأرزاق في عليائه
رزق القلوب وكذا الأبدان سبحان ربّنا عظيم الشان
وهو المحيطُ خلقه عز وجل علماً وقدرة فإن جاء الأجل
يجمعهم ربي ويحصي عددا عباده فلم يغادر أحدا
وهو الوكيلُ ربنا من وكله وفوض الأمر إليه جمله
نعم الوكيل ربُّنا والمعتمد وخاب من بغيره قد اعتمد
والكافِ ربنا تعالى وحده أليس ربنا بكاف عبده
لو كاده بالشر من عليها لرد ربي كيدها إليها
جل جلاله تعالى الحقُّ فكل ما له ففيه الحق
وجوده ووصفه وحكمته أقداره أحكامه وشرعته
هو المبينُ ربنا فالخلق يشهد أنه الإله الحق
ويشهد الكون بصدق وعده وحلمه وعلمه وجده
والواسِعُ الله الذي لا حد له من كل وصف يستحق أكمله
قد وسعت رحمته الخلائق وعلمه قد وسع الدقائق
هو الجميلُ الله ذو الجلال في الذات والصفات والفعال
كذاك في الأسما وأبصرن به يعطي الجمال وهو الأولى به
رؤيته فوق نعيم الجنه وتلك والله تام المنه
رفيقٌ الله يحب الرفق وأهله ورفقه قد حق
في سنن التدريج بالشريعه حتى غدت كاملة بديعه
وهكذا في السنن الكونيه مظاهر الرفق بها مرعيه
هذا ومن أسمائه الحَيِيُّ من كل أمر شائن بري
من ذلك استحياؤه من عبده بعد الدعاء يستحي من رده
كذلك السِتِّيرُ من أسمائه جل جلال الله في عليائه
ويستر العبد فلولا ستره تفضلاً منه لضاع قدره
فالله ستّير يحب ذلك من عبده ثم الجزا كذلك
الله مَنَّانٌ عظيم الشان فمنه حق بلا نكران
إذ إنه المنعم في الحقيقه بكل نعمة ولو دقيقه
وهو الحَفِي بعبده سبحانه يكرمه بالبر والإعانه
الوارِثُ الباقي الذي يدوم فلا يموت الحي والقيوم
فكل شيء راجع عليه لملكه وكلنا إليه
هو الجوادُ ربنا الكريم لا يمنع الرزق عن اللئيم
بل يهب السائل كل ما سأل من جوده سبحانه عز وجل
كذلك السُّبُّوحُ من أسمائه تنزه العظيم في عليائه
عن كل سوء وعن القبيح فحق ربِّنا هو التسبيح
والطيّبُ الله تعالى ذكره تقدس اسمه ودام طهره
فالطيبات ربُّنا مصدرها لذاك لا يرقى إليه غيرها
فلا كلام أو فعال يصعد سوى الذي مطيب مسدد
والمحسنُ اسم ربنا الكريم إحسانه وخيره عظيم
فما بنا من نعم كثيره فمنة والمنع منه خيره
المُعْطِي ربنا فعظم اسمه أعطى لكل هديه ورسمه
وهكذا الأرزاق والأعمال قسمها ذو العز والجلال
فكلنا ميسر لما له فلم نجاوز فضله وعدله
القابضُ الباسِطُ من أسماء لا بد ذكرها على السواء
فيبسط الأرزاق أو يقبضها لحكمة بالغة يفرضها
ومثلها المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ سبحانه ونعم ما يقدر
ينزل الأشياء في منزلها بحكمة عظيمة لفضلها
والشافِي من أسمائه عز وجل يشفي القلوب من فساد ودغل
كذاك يشفي ربي الأبدان جميعها من مرض قد كان
ما أنزل الرب الرحيم داء إلا وأعطى مثله دواء
إلى هنا أكون قد أتممت ما ذكر الشيخ وقد يممت
قواعد المثلى ففيها قد ذكر ابن عثيمين الأسامي واعتبر
ما جاء في الكتاب أو في السنه أدخله الله فسيح الجنه
وزدته الهادي كذا الستير والكاف أيضاً وهو المجير
عسى إله الكون أن يسترنا وباسمه الهادي بأن يكرمنا
هداية التوفيق أن يلهمنا ومن جميع الشر أن يكفينا
حمداً لربي طيباً كثيرا فالفضل منه لم يزل كبيرا
ثم الصلاة والسلام أبدا تغشى النبي المصطفى محمدا
Written by: ظفر النتيفات, محمد الحصم
instagramSharePathic_arrow_out